25ديسمبر
كتير مننا تعرضوا لطفولة سيئة.. صحيح ممكن مكانش فيها ضرب أو إهانات، لكن مكانش فيها بردو اهتمام بالمشاعر.. كانت الدنيا عبارة عن: ذاكري، كلي، جبتي درجات كام؟،…
لكن مكانش فيه أسئلة فيها اهتمام بالمشاعر، ولا اتسألتي يا ترى اتأذيتي من كلام خالتك، أو اتضايقتي لما عمك كلمك بطريقة وحشة.. بالعكس، انتي دائما كنتي بتتلامي حتى على زعلك وضيقك..
والغريبة إنك كنتي بتتضايقي من ده، ومع ذلك بقيتي بشكل ما بتكرريه مع بنتك..
ولما تقعدي مع نفسك أو تقرئي بوست عن التربية، تقولي أنا بردو عندي ضغوطي وتوتراتي، ليه الكل بيطلب مني إني أتغير، وأنا أصلا الضحية..
أنا مش هقولك ارمي كل الأذى ورا ضهرك، لأنك فعلا مش قادرة.. ولا هقولك إنتي ممكن تقرري في أي وقت إنك تبطلي عصبية، علشان دي مش أسهل حاجة..
حقيقي صعب جدا إنك تتعرضي للإهمال أو المضايقة أو الإجبار أو الإهانة.. وعلشان كل المشاعر اللي انتي تعرضتي ليها وانتي صغيرة، بتحسي إنك مرهقة ومستنزفة نفسيا وعصبيا طول الوقت، ومعندكيش طاقة إنك تتعاملي مع جدال بنتك أو نكدها..
ولكن احنا طول ما بنفكر إننا عندنا ضغوطنا، ومفيش مشكلة إننا نيجي شوية على اللي بنحبهم، هنفضل في قلب الدوامة مش هنخرج منها..
الحاجة اللي هتخرجك من المشاعر دي وهتخليكي تقدري تتعاملي مع بنتك بالطريقة اللي انتي فعلا عايزاها هي:
١. إنك تؤمني وبيقين إنك مكنتيش مسؤولة عن اللي حصلك.. انتي كنتي طفلة كويسة، وتعرضتي لإيذاء، مش بسببك.. وفي نفس الوقت، لوم مامتك أو باباكي مش هينفعك، لكنه هيغرقك في دايرة اللوم اللي هتمنعك انك تحاولي تدوري على الطريق الصح..
٢. تقبلي إن عندك مشاعر سيئة بتجيلك أحيانا لما تفتكري طفولتك.. ده عادي، ومعظمنا إن لم يكن كلنا بيمر علينا المشاعر دي، بس فيه مننا بيقدروا يعدوها بسهولة، وناس بيطولوا فيها شوية.. المهم إنك متتجنبيش الإحساس بالألم.. حسي بيه، ودعيه يمر، ومتحسيش بالعار من أحاسيسك دي أبدا..
٣. اعرفي إن مرحلة الاستشفاء من جروح الماضي اللي بتخليكي تكرري الانتقادات والاهانة مع بنتك، مبتمشيش في خط مستقيم، لكنها فيها ups & downs كتير، فيها نجاح وفشل، ومحتاجين اننا نتقبل إننا احيانا بننجح في مواقف مع بناتنا، وأحيانا مخنا بيقف، وده عادي..
٤. إنك تتفاعلي مع الأحداث حواليكي بطريقة مختلفة.. هو ده اللي في إيدك.. الماضي والجروح اللي اتسبب فيها أهلك، مش في إيدك.. لكن الحاضر وردود أفعالك، انتي اللي بتختاريها وبتقرريها..
٥. اصحي كل يوم الصبح، وانتي بتقولي لنفسك إنه يوم جديد، بتعاهدي ربنا فيه إنك هتبدئي من جديد سواء بعلاقتك بربنا، أو بعلاقتك بولادك..
٦. ادعي ربنا بيقين إنه يخرجك من حولك وقوتك، إلى حوله وقوته، وإنه يربيلك ولادك.. والزمي “لا حول ولا قوة إلا بالله”.. حقيقي هتحسي بالتغيير يوم بعد يوم بإذن الله..
٧. الصدقات، سواء بفلوس، أو بخدمة الناس المحتاجين لأي مساعدة، سواء كانت مادية أو حتى نصيحة.. هتحسي أد إيه نعم ربنا مغرقاكي، بس انتي مش قادرة تشوفيها كلها..
٨. ابعدي عن الناس السلبية اللي بيخلصولك طاقتك وانتي قاعدة معاهم.. وإذا مش قادرة تبعدي عنهم لأنهم قريبين أوي منك، يبقى كتري الناس الإيجابية في حياتك علشان يوازنوا الآثار السلبية اللي بيسببوها الناس ال toxic ..
٩. راقبي افكارك وصوتك الداخلي.. بتقولي إيه لنفسك طول اليوم؟ هل بتقولي إنك مثلا أم فاشلة؟؟.. بتقولي إن كل الناس اللي حواليكي أحسن منك؟؟.. وقفي الأصوات دي فورا أول ما تقفشي نفسك بتقوليها.. أفكارنا هي اللي بتحدد طريقة ردودنا وطريقة حياتنا كلها.. وقفي الافكار دي، وافتكري المواقف اللي اتصرفتي فيها بشكل كويس، هتلاقيها كتير جدا، بس انتي ساعات مبتفتكريهاش من كتر الغرق في الأصوات الداخلية السلبية..
١٠. شوفي الصفات الحلوة في بنتك.. بنتك فيها حاجات كويسة جدا، بس ممكن متكونيش شايفاها كلها.. ركزي على الصفات الكويسة معظم الوقت، وامدحيها في الحاجات الحلوة دي، علشان بنتك تتأكد إنك شايفاها كويسة، فهي كمان تشوف نفسها كويسة.. كلنا فينا صفات حلوة وحاجات تانية محتاجة تتحسن، بس كتر التركيز على الحاجات الوحشة، بيخليها تتعاظم وتكبر، وتبقى عنوان حياتنا
اترك تعليقاً