زهقتي من الزعيق لبنتك؟
لما كانوا بناتي صغيرين، ويجيبوا درجة وحشة.. كنت بقعدهم قدامي وأديهم محاضرة في ازاي هما يفشلوا في الامتحان ده (شايفين أصلا الكلمة.. مبالغ فيها أوي)، ممكن اقعد اتكلم نص ساعة، او ساعة.. علشان أتأكد انهم استوعبوا.. ليه بدي محاضرة؟؟.. لأني كنت خايفة إنهم يكرروا الخطأ ده.. علشان أنا خايفة أحسن يطلعوا فاشلين.. قلقانة من اللي جاي
..
..لما كانوا يوقعوا حاجة ويكسروها، كنت بدي محاضرة طويلة عريضة عن ازاي انهم لازم يبقوا حريصين إنهم ميوقعوهاش تاني.. ليه بدي المحاضرة، علشان أنا خايفة.. علشان قلقانة أحسن يفضلوا كده طول عمرهم.. قلقانة من المستقبل
..
..لما كنت عايزاهم يناموا بدري علشان هو ده الصح، كنت باخد الموضوع على أعصابي، لأني خايفة جسمهم ميرتاحش، وكنت بضغط، وكل ما أضغط، ميسمعوش الكلام أكتر
..
..والحقيقة اني كل ما بديهم محاضرة، كل ما الخطأ كان بيتكرر
..
..
لغاية ما اتعلمت.. اتعلمت انه مش كل الأخطاء تستاهل اني أعلق عليها أصلا
.. والتعليم ده مكانش بالساهل الحقيقة.. غلطت واتعلمت.. اتعلمت إن حتى الأخطاء الكبيرة، لو اتكلمنا فيها ٥ دقائق واتناقشنا وسألتها ايه اللي خلاها تغلط وازاي تتجنب الخطأ المرة الجاية، ده أبرك الف مرة من الزعيق والمحاضرات الطويلة، لأني بديهم فرصة يفكروا من غير ضغط.. اتعلمت كمان إني أدور على طرق تانية ينفذوا بيها اللي أنا عايزاه، وفي نفس الوقت يحسوا إني بحترمهم.. طرق غير الزعيق والضغط.. كان فيه مشهد في فيلم، ان زوجة كانت كل شوية تصاب بالمرض، وجوزها كان مشغول جدا في البيزنس بتاعه والزوجة كانت بتقرأ في عينيه انه زهق مع انه مقالش اي حاجة، غير انه كان مشغول في شغله، لغاية ما انتبه انه بيهرب من مرضها بشغله، فقالها “أنا كنت خايف أخسرك في المستقبل، فاللي حصل اني بدأت أخسرك من دلوقتي”.. اللي عايزة أقوله إنه متقلقيش ايه اللي هيحصل في المستقبل.. متفكريش ان الموقف اللي قابلتيه مع بنتك ده هيفضل للأبد، لأنك بتتصرفي كأنه هيفضل للأبد، وعلشان كده المواقف بينك وبينها مبتخلصش بسهولة.. وعلشان كده بتفضلي تفكريها بأخطاءها القديمة علشان متكررهاش.. بس ده مبينفعش.. بنتك بتكرر الأخطاء، لأنها معندهاش فرصة انها تفكر في الخطأ نفسها وازاي تتجنبه.. لكنها بتفكر ازاي تتجنب غضبك أو ازاي تتجنب انك تكشفيها المرة الجاية..
علشان كده، تفكيرك في المستقبل وازاي متكررش خطأها مش هينفع.. عيشي المشكلة وحليها دلوقتي وفي المكان اللي انتي فيه.. اسأليها إيه أفضل طريقة تخليها متجيبش درجة وحشة تاني.. اسأليها تساعديها ازاي انها تنام بدري.. قوليلها حقائق علمية عن قلة النوم، فرجيها على فيديوهات.. كرري اللي بتقوليه ومتزهقيش.. هتلاقي الحاجات اللي قلقاكي بتقل تدريجيا.. وانتي نفسك هيبقى عندك المرونة إنك تتقبلي وأحيانا تتجاهلي.. والموقف اللي محتاج وقفة منك، هتقفي من غير ما تكسريها وهتلاقي عندك سيطرة كبيرة على نفسك وعلى انفعالاتك.. لو ركزتي على علاقتك بيها دلوقتي، هتصلحي حاجات كتير جاية في المستقبل.. الحل انك تعيشي مشكلة بمشكلة.. أو بمعنى أصح وأدق، إنك تحلي المشكلة اللي قدامك من غير ما تفكري اذا هي هتكررها ولا لأ.. اعملي قفلة للمشكلة، حتى لو القفلة دي إنك تتجاهلي المشكلة كلها ومتفكريش فيها تاني..
اترك تعليقاً