طبعا انتي كنتي بتزقي بنتك علشان تجيب آخرها في ثانوية عامة علشان فرصها تبقى مفتوحة قدامها وتختار اللي هي عايزاه
..
وهتزقيها بردو في الجامعة علشان تجيب آخرها وتشتغل وتجيب آخرها وهكذا
..
طيب أنا عايزة أقولك كلمتين قبل ما بنتك أو ابنك يدخلوا الجامعة..
اللي اشتغلوا بكامل طاقتهم (وخصوصا لو في حتة هما مبيحبوهاش)، وصلوا للأربعينات وهما نفسهم مقطوع من كتر الشغل والجهد وبقوا حاسين إنهم خلصوا طاقتهم بدري..
لما بنشوف الجيل الأكبر مننا، بنلاقيهم لا زالوا مليانين طاقة وهما في السبعينات والتمانينات من العمر ربنا يديهم الصحة..
أنا مثلا، بشتغل في مجالات بحبها الحمد لله، ومبسوطة طبعا بكل الانجازات اللي ربنا أكرمني بيها الحمد لله، ولكن لما ببص ورايا وبشوف كل اللي عملته، لقيتني أجهدت نفسي زيادة عن اللازم، وبقيت بتعب بسرعة وطاقتي مش أحسن حاجة وأنا لسه مجيبتش الخمسين.. ولو رجعت ورا شوية، كنت اشتغلت بطريقة مختلفة، مش مجهدة أوي كده.. وعلشان كده، بقف كل شوية، وبقيّم الوضع، وبغيّر الأسلوب اللي بشتغل بيه علشان أشوف أنا إيه أهدافي كل فترة وهل الأهداف دي صح ولا مش مناسبة.. وهكذا..
على عكس ما احنا فاهمين إن الشغل والحياة عايزة اللي بيعمل أقصى حاجة عنده ويبذل أقصى جهد وميخليش فيه نَفَس ويتعب ويشقى.. الحياة مش عايزة كده.. الحياة عايزة اللي يشتغل وفي نفس الوقت يحافظ على نفسه وصحته الجسدية والعقلية علشان يقدر يدي لنفسه وقت وطاقة يتعبد ويتأمل في الحياة..
الحياة مش شغل وبس.. ومش مذاكرة وبس..
ونخلي بالنا علشان احنا أحيانا بنحرق بنزين في الحتة الغلط..
طيب، احنا محتاجين إيه؟؟..
محتاجين نشتغل كويس جدا.. وبعدين نقفل على الشغل ونستريح كويس جدا.. للأسف احنا بنعرف نشتغل كويس جدا.. لكن لما بنيجي نستريح، محدش بيسمح لنا نعمل ده.. لأن ببساطة الآخرين عايزين مننا اننا نحقق لهم أحلامهم أو احتياجاتهم أو شغلهم اللي هياخدوه بعد كده وينسبوه لنفسهم خصوصا لو مديرك طلع نص كم، وما أكثرهم..
ومحتاجين كمان ندي لنفسنا هدنة كل شوية، ونقف ونقيّم الطريق اللي احنا ماشيين فيه ده صح ولا غلط.. محتاج تعديل، ولا نكمل؟؟..
والراحة دي بقى مش رفاهية.. الراحة جزء مهم من أهداف الحياة اللي احنا عايشينها علشان تقدري تكملي وميحصلكيش الإنهاك والاحتراق الشديد اللي انتي بتبقي فيه طول الوقت..

وعلشان كده احنا محتاجين نفهم بناتنا وولادنا حاجتين مهمين:
أولا، إننا نشتغل الحاجة اللي بنحبها واللي هنبدع فيها، مش الحاجة اللي هتخلينا آلات وأدوات في إيد الغير..
ثانيا: إحنا اللي بنحدد فين وامتى نشتغل ونبذل جهدنا كله، وفين وامتى نسيب وقت للراحة بدنيا وعقليا ونفسيا وروحانيا..
الموضوع مش بنتك هتدخل كلية إيه ولا هتشتغل إيه.. الموضوع إن بنتك أو ابنك لازم يدخلوا الحاجة اللي بيحبوها علشان يقدروا يكملوا ويبقوا مبسوطين في حياتهم..
أكيد إنتي مش هتبقي مبسوطة لما تشوفي بنتك تعيسة علشان انتي اختارتيلها كلية هي مبتحبهاش لمجرد إن اسمها “كلية مرموقة أو كلية قمة”..
كلمة كليات قمة كلمة زائفة وملهاش أي معنى.. المهم إنها تبقى كلية هي بتحبها وهتبقى سعيدة فيها وفي الشغل اللي هتختاره بعد كده بإذن الله..
محتاجين نغير مفهومنا من دخول الكلية اللي انتي هتتباهي بيها قدام الناس، إلى الكلية اللي هتخلي بنتي سعيدة ومرتاحة في حياتها..
اترك تعليقاً