وهم التوازن بين البيت والشغل
admin2023-10-04T22:50:26+00:00أنا بحس إني ماشية على الحبل، لا مستريحة في شغلي ولا عارفة أقعد مع ولادي كفاية..
أنا قعدت سنين أقرا عن التوازن بين الحياة والشغل، مقالات كتير جدا، كلها بتتكلم عن إزاي توازني بين حياتك وولادك وشغلك.. وكنت كل ما أقرأ أكتر، كل ما يجيلي إحباط أكتر.. لأني مش عارفة أعمل التوازن ده.. مش عارفة أطبق اللي بقرؤه.. مش عارفة أقسم اليوم بين الشغل والولاد.. بيعملوها ازاي دي؟؟؟
فكرة التوازن بين الحياة والشغل هي إني أبقى مبسوطة في الشغل وبعمله بنجاح.. وأروح البيت الاقي أطفال مبسوطين، بيعملوا كل حاجة صح.. بيذاكروا، ملتزمين في تمارينهم.. كل حاجة في مكانها.. وأبقى أم سعيدة طول الوقت.. هي دي الصورة الوهمية عن التوازن..
لغاية ما أدركت الحقيقة بعد كورسات كتير في التربية والكوتشينج والإدارة و..و.. و.. كل ده زود وعيي بنفسي وخلاني عرفت الحقيقة…
الحقيقة هي إن مفيش حاجة اسمها توازن بين الحياة والشغل.. ده مبيحصلش، وهم، سراب.. اللي بتجري وراه وبتحاول تطبقه بتحبط زيي كده وبتيأس لأنها بتفتكر نفسها أم مش كويسة وبتوصم نفسها بأفظع أنواع ال labelling المعروفة، اللي هي إنها مقصرة ومهملة وفاشلة وده بينعكس عليها بعصبية و توتر وحزن شديد..
تعملي إيه علشان يبقى عندك بديل للتوازن المزعوم؟:
- الحقيقة إن الشغل هو جزء من الحياة، ف إحنا مش مضطرين نوازن أو نختار بين الحياة وبين الشغل.. هي package واحدة.. الحياة فيها إنتي وجوزك وولادك وعيلتك وشغلك وصحابك وصحتك وطبعا دينك.. يعني إنتي مش مضطرة في وقت تختاري بين عيلتك وصحابك، كل واحد من دول ليه وقته وطريقة معاملته.. إلا لو حاجة فيهم بدأت تبوظ في التانية أو طغت عليها بشكل كبير، يبقى هنا محتاجة تقفي وتنظمي، مش تختاري عيلتك وتلغي صحابك مثلا.. احنا محتاجين ندمج كل نواحي الحياة مع بعضها..
- متحاوليش تقلدي حد منظم أوي وبيمشي حياته بالساعة. انتي ممكن تنهاري.. إنتي مش عايشة حياتها ولا هي انتي.. عيشي بقدراتك، مش بقدرات حد غيرك..
- متطحنيش نفسك في الشغل علشان ضميرك بيأنبك إنك هتاخدي يومين تلاتة أجازة، ف عايزة تعوضيهم مقدما.. الأجازة من حقك، مش مضطرة تعوضي.. اتقي الله في شغلك واعمليه بضمير من غير أفورة..
- نتقبل نفسنا بكل ما فينا، إحنا مش مثاليين،، إحنا طول الوقت بنسعى لتطوير نفسنا وتحسين أوضاعنا.. لكن السعي للكمال هو اللي ممكن يدمرنا..
- أولوياتنا في الحياة بتتغير طول الوقت.. يعني متقلقيش لو في وقت لقيتي عيلتك بقت أولوية اعلى من ولادك نتيجة مرض مامتك أو باباكي لا قدر الله.. وبعد شوية بترجع الحياة لاستقرارها الطبيعي وبعدين ييجي شغلك أولوية وبعدين يتراجع وهكذا.. ومش معنى إني بقول أولوية، يبقى ولادك مش هتهتمي بيهم، لأ طبعا مش ده المقصود، لكن وقتك اللي بتقضيه معاهم ممكن ينقص شوية.. ممكن تفوضي حد ببعض الأعمال ليهم وهكذا..
اختياراتنا في الحياة ليها عواقب، لازم نختار صح علشان العواقب تبقى سليمة..
اترك تعليقاً