إنتي الأم الكيوت ولا الرجل الأخضر؟
admin2023-10-04T22:51:43+00:00الأمهات دلوقتي في حالة لخبطة رهيبة جدا، لأنهم بيرفضوا الطريقة اللي هما شافوها زمان في التربية اللي كان فيه الشبشب والضرب بالحزام (وأكيد ما زال عند بعض الناس) أو الزعيق المستمر.. وفي نفس الوقت، مش عارفين يثبتوا على طريقة تانية لأنهم مش واثقين إنها هتشتغل أو مش قادرين يهدوا أعصابهم أو بيستسهلوا الزعيق علشان الولاد تخاف وتنفذ من غير دوشة كتير..
والنتيجة إن مش بس الأمهات متلخبطين، لأ ده الولاد كمان مضروبين في 60 خلاط لأنهم يوم يشوفوا الأم الكيوت اللطيفة اللي مبتزعقش ويوم يشوف بكيزة هانم الدرملي اللي ملهاش دعوة بحاجة ويوم يشوفوا الرجل الأخضر بشحمه ولحمه، ف بقوا يا حبايبي مش عارفين مين الشخصية اللي هتطلعلهم في كل موقف..
زمان كانوا الولاد عارفين إنهم هيتضربوا علشان عملوا حاجة غلط بس كانوا بيبقوا مؤهلين نفسيا ل ده ودي كانت حياتهم، فكانوا بيتوقعوا ردود أفعال أهاليهم وبيستعدوا بطريقة ما أو بأخرى، لكن دلوقتي هما مش عارفين يستعدوا لمين بالضبط، للأم الكيوت ولا الرجل الأخضر؟ يعني الأم هتفوت ولا تعاقب؟ مفيش consistency وبالتالي مفيش إحساس بالأمان لأن الطفل مبيبقاش عارف الضربة هتجيله إمتى..و أحسن حاجة هتحصل نتيجة الطريقة دي، إن الولاد هيجيلهم إحباط وقلق وبتبقى شخصيته مهزوزة جدا..
طبعا دي مش دعوة خالص إننا نرجع نضرب ولادنا علشان نثبت طريقة التربية.. علشان الناس اللي اتربوا بالطريقة دي ومتعاملوش بعد كده مع حد عوّض الطريقة دي واتعامل معاهم بشكل كويس وعدل الميزان بعد كده، بيبقوا مش أسوياء نفسيا حتى لو ادعوا ده أو ادعوا “إنهم زي الفل”.. لأ مش زي الفل أبدا.. من جوه بيبقى عندهم عدم ثقة في نفسهم أو إحساس بعدم الأمان وده بيطلع في مواقف مختلفة واللي يقول غير كده بيبقى مش فاهم نفسه كويس..
المشكلة الحقيقية إن التربية بتحصل بالغريزة واللي هي اللي احنا شوفناها واحنا صغيرين واتربينا بيها.. وبالتالي اللي اتربى بطريقة ديكتاتورية، بالطبيعة هيربي ولاده بطريقة ديكتاتورية ولما يحب يغير الطريقة دي هيقع في فخ عدم الاستقرار التربوي، يعني في كل حاجة هتعمليها مع ولادك، كأنك بتبعتيلهم رسائل ملخبطة .. وطبعا الطفل هيتعلم إن الكبار هي دي تصرفاتهم وإنه هو كمان المفروض يعمل كده، وده هيولد عنف وقلق وهو كمان تصرفاته هتبقى غير متوقعة وعشوائية ومش هيبقى عنده ثقة في قرارات أهله لأنه شايف إن تصرفاتهم هما كمان وردرد أفعالهم عشوائية وغير مدروسة، وده أثبت في دراسات كتير منها دراسة ديفيد لاكستون الأستاذ المساعد بجامعة واشنطن سياتل قسم الطب النفسي والعلوم السلوكية..
لما نفكر قبل ما ندي رد فعل و يبقى ده دايما مبدأنا، ده بيعلم ولادنا انهم بردو يفكروا وميبقاش رد فعلهم سريع ويعلمهم ازاي يتصرفوا وإيه هي حدود التعامل بينهم وبين الناس التانيين..
طيب حلول بقى؟؟
- إذا كنتي بتحاولي تغيري سلوك غير مرغوب فيه ، الثبات على طريقة واحدة للتربية هي الحل. ممكن ده ياخد وقت، لكن إذا كنتي ثابتة مع القواعد والأفكار الجديدة اللي بتطبقيها، ولادك هيقدروا يستوعبوا والأفكار، والقواعد الجديدة هتدخل مخهم بطريقة سلسة.. أرجوكي أرجوكي مستعجليش النتايج..
- الثبات على طريقة تربية واحدة مهم في تحديد رد فعلك تجاه سلوك انتي مش موافقة عليه.. و رد الفعل ده لازم يبقى مناسب للسلوك اللي عمله ابنك ولازم لهجتك وطريقة كلامك تبقى متناسبة بردو مع شدة السلوك.. يعني مينفعش الإهمال في الواجبات يبقى زي إنه مبيصليش، يبقى زي إنه مبيرتبش لعبه، يبقى زي إنه ضرب أخته، يبقى زي إنه مغسلش سنانه.. لازم شدة رد فعلك تبقى متناسبة تناسب طردي مع سلوكه وإلا مش هسفهم إيه هي أولوياته في الحياة.. يعني لو رد فعلك تجاه عدم ترتيب أوضته بيبقى أشد من عدم الصلاة، يبقى الرسالة اللي انتي بتوجهيها هي إن الترتيب والنظام أهم من الصلاة..
- لو ابنك بيصحى كل يوم الصبح مقريف ويقعد يعيط وانتي تزعقي قصاده وبعدين تقرري انك تهدي وبعدين يضغط عليكي فتزعقي تاني، ده مش حل.. محدش يقول إن أم عمالة تزعق ليل ونهار وبعدين تبقي متوقعة إن ابنك يتصرف كويس لما حد يضايقه.. بالعكس ده لما حد يضايقه، يا إما هيسكت خالص لأنه خايف، يا إما هيضرب الطفل اللي ضايقه لأنه عايز ينتقم من العنف اللي في البيت.. لكن أكيد أكيد مش هيتصرف صح.. الحل هو ال consistency ، إنك تثبتي على المبدأ وأكيد المبدأ هنا مش إنك تزعقي.. المبدأ هو اللي انتي عايزاه يتعلمه منك، لما تبقي هادية قصاده هو هيعرف إن الزعيق اللي بيقعد يزعقه الصبح ملوش لزمة وإنه مش هيعرف يضغط عليكي بالطريقة دي علشان متصحيهوش، هو بردو هيصحى ويلبس ويروح المدرسة بس من غير زعيق من ناحيتك.. وكمان هو هيتعلم إزاي يضبط أعصابه في المواقف البايخة اللي بتعدي بيه..
- لما تطلبي من ابنك المراهق إنه يرتب أوضته اللي عاملة زي ال .. كملوا انتو بقى وتطلبي ده كل يوم وهو ميبرتبش بردو، فإنتي تزعقي وبعدين تقومي مرتباها، ده مش حل.. الحل إنك تقوليله كل يوم وبهدوء ويكون عندك صبر وتثبتي.. صحيح دي حاجة مش سهلة والأسهل إنك تزعقي وتعملي الحاجة بنفسك..
- الروتين ثم الروتين… يعني فيه روتين ثابت الصبح وفيه روتين ل قبل النوم، ف الولاد بيبقوا متوقعين إيه اللي هيحصل، فبتقللي ال power struggles وكل الخناقات والمداولات اللي بتحصل إلى حد كبير.. وإذا حصل تغيير في الروتين ده، فلازم تتكلمي مع ولادك، إن ده حصل علشان وعلشان وبعدين تسمعي لو عندهم اعتراض أو تعليق أو مشاعر أو عياط.. اللي يطلعلك بقى..
- رد فعلك اللي بيبقى مش متناسب مع سلوكه بيربك الولاد جدا وبيخليهم حاسين إن أهاليهم مش فاهمينهم وانهم منفصلين عنهم تماما وبالتالي الولاد بيحسوا بوحدة فظيعة… بمعنى إيه علاقة إنه ضرب أخته بإنك تسحبي منه الموبايل؟.. لكن لو ضيع وقته على الموبايل ومذاكرش كويس وجاب درجات وحشة، يبقى سحب الموبايل منه ليه علاقة بالسلوك في الحالة دي .. وده لازم تقوليه لابنك وتوضحيله إنك هتقنني وقت الموبايل علشان ميضيعش وقته عليه.. (طبعا مش صح إنك تسحبي موبايل من ابنك اللي بقى أطول منك علشان بياخدوها على كرامتهم)…
الصبر والثبات على المبدأ بياخدوا وقت وجهد لكن هو ده الاستثمار الصح اللي تعمليه مع ولادك علشان يطلعوا أسوياء ويكبروا وهما علاقتهم بيكي قوية وصحية..
اترك تعليقاً