الوجه القبيح للإنجاز

الوجه القبيح للإنجاز

كلنا بنحب الإنجاز..

وكلنا بنحب نخلص اللي ورانا..

“أنا عايزة أكتب التقرير ده وأسلمه واخلص”.. “عايزة أطبخ للولاد علشان ورايا مليون حاجة تانية عايزة أخلصهم”.. “عندي عزومة بكرة شايلة همها وشايلة هم الطبيخ، عايزة أرتبها كويس علشان تفوت على خير”..

و دي من أوائل القيم بنعلمها لولادنا..

“يلا خلص أكلك علشان نخلص”.. “يلا خلص مذاكرتك علشان نروح التمرين ونخلص”.. “العب شوية يلا علشان عايزين نروح البيت”.. “يلا علشان ورانا واجبات كتير عايزين نخلصها”..

وهي دي دايما اللغة اللي بنكلم بيها نفسنا وبنكلم بيها ولادنا.. نخلص الحاجة اللي في إيدينا حتى لو كانت ممتعة علشان ورانا حاجات كتير..

كل ده كلام جميل.. احنا ناس مشغولين طول الوقت وبالتالي عايزين ننجز اللي في إيدينا علشان الليستة طوييييلة..

طيب تعالوا نشوف إحنا بنبقى عاملين إزاي من جوة؟؟ وتعالوا نتكلم علم شوية..

  1. الأبحاث أثبتت إن الأهالي اللي بيركزوا على الإنجاز والفوز طول الوقت من غير ما يركزوا على المجهود المبذول، ولادهم بيبقوا high achievers ، بيوصلوا وبيحققوا أهداف كبيرة جدا.. لكن للأسف هما بردو معرضين ل levels عالية جدا من القلق والإرهاق والتوتر .. والاكتئاب ..
  2. المنجزين وال high achievers مبيقبلوش الهزيمة أو الفشل حتى لو كانت مؤقتة.. وبالتالي مبيدوش نفسهم فرصة إنهم يتعلموا من الفشل ده..
  3. الأهالي اللي توقعاتهم بتبقى عالية من ولادهم سواء في المذاكرة أو الرياضة، بيأثروا سلبيا على الولاد.. علشان الولاد بيبقوا عايزين يرضوا أهاليهم بغض النظر عن هما عايزين إيه.. ومع الوقت بيبقوا مركزين مع أهداف أهاليهم ليهم وبينسوا يحققوا أهدافهم هما.. والمشكلة هنا إنه ده بيفضل معاهم للأبد.. وبيطلعوا هما نفسهم اللي بيبقوا عايزين يرضوا مديرينهم ورؤساءهم في الشغل، بغض النظر عن طموحاتهم الشخصية..
  4. على طول مشدودين، مخنا بيقف من أقل حاجة لأننا دايما متوترين.. عضلاتنا مشدودة ومش عارفين نسترخي حتى عند النوم.. والنوم طبعا كارثة، مبنعرفش ندخل في مرحلة النوم العميق وبالتالي بنقوم الصبح مرهقين..
  5. ناس كتير بتربط بين الهوية بتاعتها واستحقاقها للحياة وبين إنجازاتهم اللي حققوها وبالتالي لما بينجزوا بيحسوا إنهم مبسوطين ولما بيفشلوا أو مبيحققوش نجاح كبير، بيحسوا إن حياتهم ملهاش قيمة.. ماندي مايكل قالت في مقالة ليها ، إنها بدل ما تحس إنها مبسوطة وسعيدة بعد الإنجازات اللي عملتها، حست إنها فاضية empty ، وبتقول إنه زي ماتكون النور والع بس مفيش حد في البيت..

Instead of being excited and happy about my accomplishments I felt empty. It was like the lights were on but no one was home

.

طيب إزاي نوزن المعادلة المرعبة دي؟؟

  1. نعيش في اللحظة الزمانية والمكانية الحالية، here and now : نعلم ولادنا واحنا قبلهم إننا نستمتع بأي حاجة بنعملها، بنطبخ، نستمتع بالطبيخ ونعيش فيه.. بناكل، نستمتع بالأكل.. نذاكر، نستمتع بالمذاكرة…

  1. وقبل ما أي حد يقول لي إزاي يعني نستمتع بالمذاكرة؟؟؟، هقولكم إن الحاجات اللي احنا مبنحبهاش بنعمل فيها حاجة اسمها reframe the pain ودي بتتعمل لما نغير طريقة كلامنا لنفسنا جوه مخنا لأن الأفكار السلبية اللي في مخنا بترهقنا وبتسحب طاقتنا جدا.. ال reframing بيخلينا نشوف الحاجات بطريقة مختلفة وجديدة.. بيخلينا نشوف أي موقف إنه وسيلة للتعلم وفرصة للتغيير.. ممكن نتفق مع ولادنا كل يوم إنهم يقولولنا معلومة جديدة اتعلموها بعد ما يذاكروا ويحلوا الواجبات ونقولهم إننا عايزين المعلومة تتعرض ببساطة علشان نفهمها كلنا.. ف هيذاكر وهو مركز علشان يطلع معلومة كويسة يقدر يقولهالنا.. فيه أفكار كتير، بس المهم نقعد ونفكر..

  1. اقعدي مع ابنك وأعيدي تقييم أهدافه هو، وافصلي تماما أهدافه عن أهدافك، اتأكدي غن دي رغباته.. إنه عايز يعمل الحاجات اللي هو عايز يعملها ويتمرن الرياضة اللي هو عايز يلعبها..

  1. علميه إزاي ياخد وقت لنفسه في اليوم ويفصل فيه.. هتقوليلي ما هو بيفصل وبيقعد على الموبايل بالساعات.. هقولك إنه ساعات ده بيبقى هروب بس هو مش مستمتع بوقته وهو على الموبايل.. علميه يبقى عنده هواية يعملها في وقت راحته ويستمتع بيها .. تعلميه طبعا بإنك تكوني قدوته في ده. يعني إنتي شخصيا لازم يبقى عندك ال me time بتاعك علشان تفصلي ومخك يرتاح..

  1. تقبلي ابنك لأنه ابنك، مش علشان شاطر أو بيحقق بطولات.. التقبل والحب الغير مشروط والغير مرتبط بنجاحات ولا إنجازات.. اقعدي معاه ربع ساعة في اليوم واضحكوا من قلبكم، لا تتكلموا في مذاكرة ولا رياضة .. اتكلموا في حاجات تافهة هتفرق معاكم انتو الاتنين جدا..

Share this post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *